توجيهي - جريدة الرأي

التوجيهي

لقد قرأت تحقيقا للزميل (خالد الخواجا) عن طلاب التوجيهي.. عن الاوائل منهم الغريب أنهم جميعا كرروا نفس الحديث... كانوا مواظبين على الصلاة ويمارسون الرياضة ولم يلجأوا للحصص الخصوصية.

هل الابداع مرتبط بالتحصيل العلمي..؟ كل علماء النفس يؤكدون ان الابداع ليس له علاقة بالتحصيل العلمي.. ابدا.

ولهذا أريد ان اقدم تجربتي المتواضعة في التوجيهي..

في الفصل الاول.. حصلت على اكمال انجليزي وآخر رياضيات، وقال لي والدي وقتها: (إخس واحد هامل) بصراحة لم أكن اواظب على الدراسة فقد تورطت في الحبّ الاول من فتاة تدعى (وداد).. وكان الحب أهم من كتاب اللغة الانجليزية..

والرسائل الغرامية أهم من شعر المتنبي..

كان لي صديق ومن عائلة محترمة، وكنت اذهب اليه ليساعدني في دراسة اللغة الانجليزية الحقيقة غير ذلك... فوالدة هذا الفتى كانت تصرّ على اطعامنا وجبات رائعة اثناء الدراسة لانها تؤمن ان الطعام يساعد على التركيز... وانا كنت اذهب لكي احصل على وجبات مجانية.

لم يكن لنا مواعيد.. وكانت الدراسة مرتبطة (بالمسخن) (والملوخية)، فقط اتصال واحد معه وسؤال واحد (شو طبخت امك اليوم).. واذهب اليه.

.. اتذكر انها ذات يوم صنعت لنا وجبة اسمها (اذان الشايب).. كنت حديث العهد بعمان.. ولشدة اعجابي بالوجبة شربت محتويات الصحن..

كان لي ايضاً ميول وطنية قومية في التوجيهي.. ولم تفتني أي مباراة للفيصلي والوحدات وكنت احياناً اضطر الى الدراسة تحت وابل كثيف من الشتائم.

احياناً كنت اقطع الدراسة لأن اسطوانة الغاز نفدت كان من ضمن وظائفي في المنزل احضار اسطوانة الغاز، وكانت لي وظائف اخرى منها حرق الحشائش التي نبتت بجانب سور منزلنا وافتعال مناوشات مع الجيران.. ناهيك عن قيامنا بمطاردة القطط الشاردة.. تحت باب التسلية.

لقد حصلت على معدل (75) في التوجيهي.. وأتذكر ان الوعي الذي كنت أحمله أكبر من وعي الجيل الحالي.. كنا ننظم مسيرات لنصرة العراق.. وكنا نحب الاردن بشكل جميل.. وكنا ننظم الشعر على البحر الوافر.. من اجل عيون البنات.. وأتذكر أنهم كانوا يقولون لي في الشتاء ان (الصوبة).. لا تساعد على التركيز اثناء الدراسة وعليك الاكتفاء (بالفروة).. درست مادة التاريخ كلها وانا ملتحف (فروتي).

انا استغرب لماذا تركز الصحف على المتفوقين فقط.. لماذا لا تركز على (الجيعانين) الذين عبروا الامتحان.. ايضا فالتفوق هو ان تكسر الجوع وتنجح وعلى كل حال.. للحب والوجع مذاق أحلى في مرحلة التوجيهي.

hadimajali@hotmail.com

هههه

مقالة جميلة ...